كشفت مصفوفة تتبع النزوح التابعة لمنظمة الهجرة الدولية عن نزوح نحو 328,981 فردًا (65,933 أسرة) من محلية الفاشر خلال ثلاثة أشهر، في الفترة من 1 ابريل إلى 30 يونيو الماضي، ويشمل العدد الأفراد الذين نزحوا سابقًا قبل تصاعد الاشتباكات في المدينة.
وتشهد مدينة الفاشر تصاعداً في حدة المعارك بين الدعم السريع من جهة والجيش والحركات المسلحة من جهة أخرى منذ 10 مايو الماضي. وأشارت منظمة أطباء بلا حدود إن المستشفيات التي تدعمها أطباء بلا حدود عالجت منذ ذلك الحيم أكثر من 1,781 من جرحى الحرب بينما توفي 278 متأثرين بجراحهم.
وأوضح التقرير الصادر عن المصفوفة، أمس الأحد، إنه طوال شهري أبريل ومايو 2024، أدت الاشتباكات في جميع أنحاء مدينة الفاشر إلى النزوح من الأحياء الشمالية والشرقية والجنوبية الشرقية إلى مواقع أخرى داخل محلية الفاشر.
وأشارت المصفوفة إلى زيادة النزوح إلى مواقع جنوب محلية الفاشر، وكذلك إلى ولايات أخرى في السودان خلال شهر يونيو الماضي.
وبحسب التقرير فإن الاشتباكات المبلغ عنها خلال شهر أبريل الماضي أدت إلى نزوح ما يقدر بنحو 40,615 فردًا (8,123 أسرة). وأشار إلى الإبلاغ عن الاشتباكات التي وقعت في أبريل في القرى الريفية في شمال دارفور، وتم نزوح غالبية الأسر المتضررة إلى مواقع داخل محلية الفاشر.
ولفت التقرير إلى أنه طوال شهر مايو 2024، أبلغت الفرق الميدانية لمصفوفة تتبع النزوح عن 11 حادثة صراع في جميع أنحاء محلية الفاشر أدت إلى نزوح ما يقدر بنحو 129,041 فردًا (25,836 أسرة). ونبه إلى أن الاشتباكات وقعت في الأحياء الشمالية والشمالية الشرقية من مدينة الفاشر، وأدت إلى النزوح إلى مواقع جنوب مدينة الفاشر.
وخلال شهر يونيو 2024، أبلغت الفرق الميدانية لمصفوفة تتبع النزوح عن 10 حوادث صراع في جميع أنحاء شمال دارفور أدت إلى نزوح ما يقدر بنحو 159,325 فردًا (31,974 أسرة). وكانت الاشتباكات خلال شهري أبريل ومايو الماضيين منحصرة في الأحياء الشمالية، بينما تم الإبلاغ عن اشتباكات خلال يونيو الماضي في الأحياء الغربية والجنوبية من مدينة الفاشر.
ولفتت إلى تأثر العديد من المرافق الخاصة والعامة بالاشتباكات، بما في ذلك معسكر أبو شوك للنازحين والمستشفى الجنوبي والمستشفى السعودي، بالإضافة إلى المدارس والمباني العامة الأخرى التي تستضيف مجتمعات النازحين. كما لاحظت الفرق الميدانية العديد من حالات النزوح للمرة الثانية والثالثة إلى مواقع جنوب محلية الفاشر نتيجة لاستمرار الاشتباكات.
وظلت ولاية شمال دارفور مركزًا للاشتباكات منذ بداية النزاع في 15 أبريل 2023، ولاحظت الفرق الميدانية لمصفوفة تتبع النزوح تصاعدًا حادًا في الاشتباكات والنزوح بدءًا من يناير الماضي، مبينة إنها أصدرت 42 تنبيهًا سريعًا للإنذار المبكر المتعلق بالنزاع في شمال دارفور، وهو ما يمثل نحو 70 في المائة من إجمالي الإنذارات العاجلة المتعلقة بشمال دارفور منذ 15 أبريل 2023.
وتستضيف محلية الفاشر حوالي 737,896 نازحاً، وهو ما يمثل حوالي 51% من إجمالي النازحين في ولاية شمال دارفور. كما تعتبر ولاية شمال دارفور ثاني أعلى نسبة من النازحين داخلياً في السودان، حيث يقدر عددهم بـ 1,488,364 فرداً.
وتمثل ولاية شمال دارفور أيضًا إحدى أهم ولايات المنشأ للنازحين، حيث تشير التقارير إلى أن ما يقدر بنحو 14 بالمائة من جميع النازحين داخليًا في السودان ينحدرون من شمال دارفور. وحسب التقارير أن من بين هؤلاء، ما يقدر بنحو 90 في المائة قد نزحوا إلى مواقع داخل ولاية شمال دارفور.
وأشار التقرير إلى استضافة مجتمعات النازحين في شمال دارفور بصورة رئيسية في معسكرات النازحين داخليًا (46%)، مع الأسر والمجتمعات المضيفة (27%)، وفي مواقع التجمع أو المناطق المفتوحة (16%)، وفي المدارس والمباني العامة (8%).
ورجحت المصفوفة استمرار الاشتباكات والنزوح الناتج عنها داخل ولاية شمال دارفور، وكذلك إلى الولايات المجاورة في السودان وعبر الحدود إلى البلدان المجاورة.