جدد الطيران الحربي التابع للجيش السوداني قصفه لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور أمس الاثنين، مما أدى لمقتل وجرح العشرات من المدنيين بالإضافة لأضرار كبيرة في البنية التحتية، وفقاً للأمم المتحدة.
حيث تجددت الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة، بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، غرب البلاد. وأوقعت الاشتباكات العنيفة إصابات عدة بين المدنيين في شرق المدينة، حيث قتل 27 شخصاً وجرح 130، بعد أكثر من عام على اندلاع الحرب بين الطرفين المتنازعين على السلطة، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة.
وأعربت مسؤولة كبيرة في «الأمم المتحدة»، فجر أمس، عن قلقها حيال تقارير عن استخدام «أسلحة ثقيلة» في القتال الدائر بمدينة الفاشر. وقالت كليمنتين نكويتا سلامي، منسقة «الأمم المتحدة» للشؤون الإنسانية في السودان، إنّ مدنيّين أصيبوا بجروح نقلوا على أثرها إلى مستشفى المدينة، بينما «وجد مدنيون آخرون أنفسهم عالقين وسط معارك عنيفة كانوا يحاولون الفرار» منها.
وأضافت، في بيان، أن «استخدام أسلحة ثقيلة وشنّ هجمات في المناطق المكتظة بالسكان وسط الفاشر وفي محيطها يتسببان في سقوط كثير من الضحايا». وشدّدت المسؤولة الأممية على أنّ أعمال العنف هذه تهدّد حياة أكثر من 800 ألف شخص يعيشون في المدينة.
وقال سكان لوكالة الصحافة الفرنسية إن «طائرات قصفت شرق المدينة وشمالها»، فيما قال مصدر طبي في مستشفى الفاشر الجنوبي إن «المشرحة مليئة عن آخرها بالجثث». كما تعاني المدينة من انقطاع شبه تام للاتصالات، ما يجعل العاملين في المؤسسات الصحية والإنسانية والمنظمات الحقوقية غير قادرين على التواصل مع الخارج إلا فيما ندر.
واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
والفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور تعتبر مركزاً رئيسياً للمساعدات في الإقليم الواقع في غرب السودان والذي يعيش فيه ربع سكان البلاد البالغ عددهم 48 مليون نسمة.