تحوّلت الخرطوم إلى ما يشبه “مدينة أشباح”، غارقة في صمت وهدوء شديدين، عند نهار اليوم الأول من شهر رمضان.
المشهد العجيب يبدو على النقيض تماماً لمجريات يوم أمس، حيث عانت تلك الأماكن ذاتها اكتظاظاً مرورياً كبيراً للغاية وازدحاماً لافتاً أمام مراكز التسوق وبيع الأطعمة والمشروبات، وامتد الاختناق المروري حتى ساعات متأخرة من ليل أمس.
“العربية.نت” رصدت خلو الشوارع الرئيسية بالعاصمة السودانية من المارة والسيارات في الساعات الأولى من نهار اليوم الخميس – الأول من شهر رمضان – بطريقة لافتة للانتباه، إذ عادةً ما تشهد تلك الشوارع حركة كثيفة وازدحاماً مرورياً طيلة أيام الأسبوع.
مشهد الخرطوم بفاتحة شهر الصوم جذب انتباه مستخدمي مواقع التواصل، الذين نشروا صوراً عديدة تظهر شوارع وسط الخرطوم أو “الداون تاون” خالية على غير أحوالها المعتادة.
شهود عيان ذكروا لـ”العربية.نت” أن منطقة وسط الخرطوم لا تشهد أعداداً قليلة من المارة والسيارات بتلك الكيفية التي بدت بها إلا في أوقات نادرة جداً، وبالتحديد في أيام العطلات، خاصةً عطلة عيدي الفطر والأضحى، عند مغادرة أعداد ضخمة من المواطنين لقضاء عطلة الأعياد قرب ذويهم بولايات السودان المختلفة.
وعزى معظم الذين تحدثت إليهم “العربية.نت” ظهور المارة والسيارات بأعداد ضئيلة لا تذكر، لالتزام الصائمين أماكنهم، خشية التعرض للإجهاد والجوع والعطش في اليوم الأول، في ظل ارتفاع درجات الحرارة. لكنهم أكدوا أن الحركة ستعود إلى سابق عهدها ريثما تنقضي الأيام الأولى من شهر رمضان.
أحد المواطنين قال لـ”العربية.نت” إنه قطع المسافة من محل سكنه بحي شمبات بالخرطوم بحري لمقر عمله بوسط الخرطوم، مروراً بجسر المك نمر، في وقت وجيز للغاية مُقارنةً بالأيام العادية، حيث قطع تلك المسافة المقدرة بحوالي 13 كلم في زمن قياسي.
وأضاف هذا الشخص أن سمة الهدوء ليست مقتصرة على وسط العاصمة وحدها، حيث انتقلت حتى للأحياء السكنية وأيضاً الأسواق، كما أغلقت الغالبية العُظمى من المحال التجارية أبوابها حسبما ما رصد وهو في طريقه إلى مقر عمله.