عقدت قوى الحرية والتغيير عدة ورش عمل تحت اشراف البعثة الاممية يونتامس ومشاركة سفراء دول عربية وغربية تنفيذا لتوصيات الاتفاقيات التي وقعت خلال الفترة الانتقالية في مقدمتها الوثيقة الدستورية في 2019م وتعديلها بعد قرارات 25 اكتوبر ثم التوقيع الاطاري مؤخراً وقد نصت كل تلك الاتفاقيات على تفكيك النظام السابق تحت مسميات مختلفة منها ماقامت به لجنة ازالة التمكين من فصل موظفين وتعديلات بالخدمة المدنية ومصادرات ومايقال عن هيكلة الجيش السوداني واظهرت العناصر الاجنبية اهتماماً بتلك المواضيع وقامت بالصرف عليها ببزخ وطرح ذلك الموقف عدة تساؤلات ..لماذا يتم تفكيك النظام السابق بمشاركة أجانب وتحت سيطرتهم؟ ولماذا تدير أهم المهام في هذه المرحلة الجديدة من الانتقال وكيف وتوافق القوى السياسية على تلك الإملاءات؟
يرى المحلل السياسي بكري خضر أن القوى الاجنبية كانت تدور حول السودان منذ قديم الزمان من اجل موارده ومساحته الشاسعة وموقعه الجغرافي مذكراً ان الاتراك غزو السودان من اجل المال والرجال وثم جاء الاستعمار البريطاني وعقب الحقب التاريخية كانت الدول الغربية تحاول الهيمنة على الدولة والسيطرة على الحكومة وأن حكومة الانقاذ تعاملت معها بندية فسعت لكسر شوكتها منذ بداية حكمها ولم تدخر وقتاً في فرض عقوبات على الدولة وعلى الحكومة وعلى النافذين في حكومة الانقاذ ونجحت في تصوير أنها جماعة دينية تسعى لنشر الاسلام ورسخت في الاذهان بانه حكم اسلامي رغم انها حكومة كانت تضم طيف سياسي واسع وان المؤتمر الوطني وهو حزب سياسي يضم غير المسلمين كان يحكم بنسبة 51% موضحاً الى ان كل ذلك كان بغرض تكوين راي سالب ضد حكومة البشير ونجحت فيه بمعاونة عملاء بالداخل وقال أن وجود عملاء يخدمون مصالح الاجانب نفسها موجودة في التاريخ السوداني.
واضاف استاذ العلوم السياسية احمد محمد فضل الله أن هناك استراتيجية امريكية للسيطرة على افريقيا وضعتها بعد اكتشاف انها انشغلت بتدمير الدول العربية تحت زريعة مكافحة الارهاب لتسيطر روسيا والصين على افريقيا وبناء مصالح قوية مع العديد من الدول وعلى راسها السودان وسنحت لها الفرصة بسقوط حكومة البشير وأن تدخلها الحالي دليل على تخوف الغرب من تجربة الانقاذ جعلها تسارع للمشاركة في الفترة الانتقالية معتبراً ان خطاب حمدوك للامم المتحدة طلب فيه بعثة سياسية كان قمة الخيانة وسابقة تاريخية في ان تطلب حكومة التدخل وان الطبيعي ان ترفض الحكومة التدخل موضحاً ان الغرب تابع اهتمامات حكومة الانقاذ في مجال الاقتصاد والامن وبناء منظومة عسكرية بتحويل الجيش السوداني الى ترسانة من الرجال والاسلحة ووصلت الى التصنيع للصواريخ والدبابات والاسلحة الخفيفة والثقيلة وقال ان تلك القوة تسبب لهم هاجس اذا عاد الاسلاميين للسلطة باياً من الطرق لذا امسكوا بالملفات التي تجعل السودان قوياً فاهتمت بملف ازالة لجنة التمكين لاضعاف الخدمة المدنية وتدهور الخدمات وملف هيكلة القوات المسلحة وقال تلك هي الملفات التي تهتم بها واشنطن وتقاتل من اجل تنفيذها.