واصلت أسعار العقارات في العاصمة السودانية الخرطوم تراجعها الكبير حيث فقدت نحو 30 في المئة من قيمتها خلال الأشهر الست الماضية.
وشهدت الفترة الأخيرة موجة عرض كبيرة للعقارات في الخرطوم؛ مما أدى إلى تفوق العرض على الطلب بنسب تصل إلى 20 في المئة؛ وسط حالة من الضبابية تحيط بالاقتصاد السوداني.
ويتزايد العرض أكثر في الأحياء الراقية الواقعة في وسط الخرطوم إذ يلجأ البعض لبيع عقاراتهم واستبدالها بعقارات في مناطق شعبية أقل سعرا؛ أو شراء عقارات في دول أخرى كمصر وتركيا في ظل موجة هجرة متزايدة للأسر. وتقدر احصائيات متداولة أن اكثر من 15 الف سوداني تملكوا شقق سكنية في العامين الأخيرين في مصر خاصة القاهرة.
ووفقا للطيب علي مدير شركة أبراج العقارية في الخرطوم، فإن التراجع المستمر في أسعار العقارات مرتبط بشكل أساسي بحالة عدم اليقين السائدة في كافة القطاعات الاقتصادية.
وقال علي إنه ظل يعمل في سوق العقارات لسنوات طويلة لكنه لم يشهد اضطرابا بهذا الحجم من قبل.
ويشير علي إلى أن الأزمة الاقتصادية الحالية التي تعيشها البلاد أجبرت العديد من الملاك على بيع عقاراتهم في المناطق الراقية أو تلك القائمة في وسط المدينة واستبدالها بعقارات أقل سعرا في مناطق طرفية من أجل للاستفادة من الفارق لتغطية نفقات المعيشة والتعليم والصحة المتزايدة؛ كما لجأ البعض لبيع عقاراتهم وهاجروا مع أسرهم إلى بلدان أخرى بحثا عن وضع معيشي أفضل.
وأكد خروج العديد من الوسطاء والمطورين العقاريين من السوق خلال الفترة الأخيرة بسبب تدهور أوضاع السوق والارتفاع الكبير في حجم نفقات التشغيل والضرائب ورسوم الخدمات في ظل إحجام متزايد عن الشراء خصوصا في الأحياء الراقية.