ويمارس يوسف اسماعيل هذا الطقس المتوارث كل عام في بلدته قنيص شرق ويستعد له قبل أسابيع من موسم حصاد الذرة بالمنطقة مطلع تشرين الثاني/نوفمبر.
وتزامنت استعدادات يوسف هذه السنة مع اندلاع اشتباكات قبل أسابيع بين قبيلة البرتا التي ينتمي اليها وقبيلة الهوسا ما تسبب في سقوط أكثر من ١٠٠ قتيل وحرق عدد من منازل قريته القريبة من مدينة الدمازين عاصمة النيل الزرق .
ويجدد يوسف سنويا مكونات ابواق الوازا المصنوعة من ثمار القرع (اليقطين) الذي يزرع محليا .
وقال “نغير القرع في الوازا سنوياً لانه يتأثر بالامطار والحشرات “، موضحا أن زراعة القرع تبدأ مع بداية ظهور السحب ومؤشرات موسم هطول الامطار.
والآلة عبارة عن نوع من القرع المخروطي بتم تجويفه ويربط بعضه مع بعض بلحاء الاشجار ثم يثبت بنوع معين من الخشب.
ويقول استاذ الموسيقى بجامعة السودان المتخصص في الموسيقى التقليدية محمد ادمنزع سليمان إنها “آلة مكوناتها من البيئة تستخدمها قبائل الفونج” في اقليم النيل الأزرق.
وتتكون الفرقة الموسيقية التي تعزف الوازا من ثلاثة عشر عازفاً يحمل كل منهم بوقا تتفاوت أحجامها. ويقف العازفون عادة في نصف دائرة يتوسطهم قائد الفرقة الذي يعزف على الوازا الأصغر حجما.
وتوضع الوازا في بيت يبنى على شكل مخروطي وله حارس هو من يتولى بصناعتها ويخرجها.
وقبل حكم جعفر النميري لم تكن الوازا تخرج إلا قبل بداية الحصاد ولكن عند اول زيارة له الى الدمازين، أمر النميري بأن تعزف الوازا استقبالا له، ومنذ ذلك الحين صارت تعزف لاستقبال كبار الضيوف وتشارك في مناسبات الافراح، بحسب الباحث محمد آدم.
ويقول يوسف “لقد علمنا كل شئ يتعلق بالوازا لأولادنا” مؤكدا أنهم “سيحافظون على هذا التقليد عندما نغيب نحن عن هذه الدنيا”.