اندلع نزاع دموي الأسبوع الماضي بين أفراد قبيلة الهوسا، وهم مزارعون أفارقة متواجدون في كل منطقة الساحل، وأفراد قبيلة البرتا، وحدث هذا النزاع في عدة بلدات تقع في ولاية النيل الأزرق ويطالب أفراد الهوسا بتشكيل سلطة محلية تشرف على استخدام الأراضي والمياه، وفق ما أفاد به أحد وجهاء الهوسا، بدورها، تؤكد قبيلة البرتا بأنها تملك الأراضي وترفض عبور أي سكان لا ينتمون الى القبيلة أو أي إشراف خارجي.
ويجدر الإشارة بأن قبيلة الهوسا هي من أكبر القبائل الإفريقية التي تمتد من السنغال إلي السودان، ويعتبر تعدادها 3 ملايين مواطن في السودان، ورغم كل هذا العدد الهائل منها في السودان إلا أن الحكومات السابقة التي توالت علي الحكم في السودان أجحفت هذه القبيلة في حقوقها ومارست ضدها سياسة تهميش وإهمال كبير منعها من الحق في الإدارة الأهلية للمنطقة التي تقطنها ما جعلها في صراع دائم مع باقي القبائل حول الأراضي الزراعية والمياه، ويري بعض الخبراء السياسيين أنه كان من الأجدر من حكومة حمدوك وحكومة البشير النظر في طلبات هذه القبيلة التي تمثل سرابا أسودا في السودان، وتفادي حدوث كارثة كالتي تشهدها الآن ولاية النيل الأزرق والتي راح ضحيتها المئات من الأرواح البريئة.