إن السبب الرئيسي الأول لاندلاع الثورة التي أطاحت بالبشير في ديسمبر 2018 هي القرار الحكومي الذي من خلاله تم رفع الخبز ضعفي قيمته، أي من جنيه واحد لقطعة الخبز وزن 45-50 غرام (0,018 دولار) الى جنيهين لقطعة الخبز وزن 80-90 غرام (0,036 دولار).
ولكن بعد الإطاحة بالبشير في 11 من أبريل 2019، تدهورت الأوضاع الإقتصادية أكثر من ذي قبل، فقد شهدت أسعار الخبز ارتفاعا خياليا حيث أصبح ثمن الرغيف الواحد يصل إلي 50 جنيها، أي أكثر من عشرين مرة ضعف سعره في عهد البشير.
كما يجب التحدث عن سعر الصرف الذي بلغ في عهد البشير وفي ظل بلوغ الأزمة أقصي حدودها 90 جنيها للدولار الواحد، أما الآن فسعر الدولار الواحد وصل إلي 445 جنيها، أي أكثر من خمسة أضعاف سعره إبان عهد البشير، وكذا الحال بالنسبة للكهرباء والغاز والماء، التي كانت إبان عهد البشير بأسعار معقولة وفي متناول الجميع، أما الآن فلم يعد المواطن البسيط يستطيع تحمل تكاليف هذه الأشياء التي تعتبر ضروريات لحياة بسيطة وعادية.
أما بالنسبة للأمن والسلم فقد أصبح الآن مغيبا بشكل تام في السودان، فأصبح المواطن لا يأمن علي حياته في ظل تواجد عمليات السرقة العلنية، وانتشار الأسلحة الكثيف في أوساط الشعب السوداني، علي عكس عهد البشير الذي وقتها كان الشعب السوداني ينعم بالأمن والأمان، فهل جني الشعب السوداني علي نفسه بقيامه بثورة لأجل زيادة طفيفة في سعر الخبز ؟.