كانت الأمم المتحدة عام 2012 قد نشرت نحو خمسة آلاف جندي من قوات حفظ السلام معظمهم من الإثيوبيين في منطقة أبيي المتنازع عليها من قبل جنوب السودان والسودان منذ 2011، ومنذ ذلك الحين والسودان تستقبل طلبات لجوء من قبل الجنود الإثيوبيين الذين ينحدرون من منطقة تيغراي الإثيوبية، التي هي الأخري كانت تشهد صراعا داميا مع الحكومة الإثيوبية منذ تشرين الثاني 2020 حين أعلن آنذاك رئيس الوزراء الإثيوبي أحمد آبي حالة الطوارئ في المنطقة وأرسل ألاف الجنود إلي تيغراي أين قاموا بإبادات جماعية ضد المدنيين.
وقامت السودان باستقبال دفعة تضم 44 جنديا إثيوبيا من قوات حفظ السلام الأحد الماضي، والذين قاموا بطلب اللجوء في منطقة كسلا السودانية الواقعة شرق البلاد، مناشدين الحكومة السودانية بقبول طلبهم، وذلك لخوفهم علي سلامتهم في حال عودتهم إلي بلادهم.
وهو ما أكده أحد الضباط اللاجئين الذي قال بأن العديد من أصدقائهم الذين انجزوا مهاهم في قوات حفظ السلام قد قتلوا أثناء عودتهم إلي إثيوبيا من قبل الحكومة الإثيوبية، وأضاف ان هيئة الأمم المتحدة تخلت عن واجبها في حماية موظفيها والجنود التابعين لها، والإلتزام بالصمت حيال عمليات الإغتيال التي تعرض لها الجنود الإثيوبيين الذين عادوا إلي إثيوبيا.
كما أضاف أن مهمتهم في منطقة أبيي لم تكن تلك التي لقنوها إياهم قبل إنضمامهم إلي قوات حفظ السلام والمتمثلة في حماية المدنيين في تلك المنطقة، بل قاموا بإعطاءهم الأوامر بخلق نزاعات في منطقة أبيي من خلال قتل المدنيين الأبرياء، ليتجلي للعالم أن المنطقة ليست آمنة، وكل هذا لتمديد الأزمة وبقاءهم في المنطقة لحين تحقيق الأهداف التي جاءوا فعلا من أجلها.
