علي خلفية أحداث غرب دارفور الأخيرة التي نشبت بين مختلف القبائل التي تقطن المنطقة والتي راح ضحيتها أكثر من مائتي قتيل وجرح أكثر من مائتين آخرين حسب وسائل إعلام محلية، تطرقت العديد من المواقع الإخبارية السودانية إلي الحديث عن احتمال تورط بريطانيا في هذه الأحداث الدموية المأساوية، وذلك بعدما تبين دعم الأخيرة لحاكم إقليم دارفور الحالي مني مناوي أركو بشحنة كبيرة من الأسلحة الحديثة المتطورة والمتمثلة في عدد معتبر من الرشاشات الثقيلة وقاذفات قنابل يدوية، كما تم تزويده بكمية معتبرة من قاذفات الهاون وراجمات الصواريخ.
تأتي هذه المساعدات بعد فشل مناوي الذي تسلم مقاليد الحكم في هذا الإقليم منذ الثالث من تشرين الأول 2021، في إحقاق الأمن والسلام في المنطقة، وبطبيعة الحال توجهه لبريطانيا بطلب يد المساعدة ليس غريبا فالرجل تربطه علاقة قوية بهذه الدولة، كيف لا وهي من تبنت معارضته لنظام البشير مقدمة له مكاتب لنشاط حزبه في لندن كما زودته بكافة الوسائل المادية والمعلومات اللوجيستية لتقوية معارضته وخلق فوضي في إقليم دارفور خاصة وفي السودان عامة، كما أوضحت بريطانيا أهميتها بهذا الإقليم بالذات من خلال المساعدات المالية التي كانت تقدمها له علي غرار الدعم المالي الذي تلقاه إقليم دارفور عام 2016 والمتمثل في 12.5 مليون دولار، إضافة إلي أنها كانت اول من دعي إلي منح إقليم دارفور الحق في تقرير مصيره في محاولة لفصله عن السودان وكان هذا عام 2013، حيث رفضت آنذاك حكومة السودان هذا الطلب بشدة واعتبرته محاولة لزعزعة استقرار وأمن البلد.
إن هدف بريطانيا من خلق الفوضي في إقليم دارفور هو إظهار عجز الحكومة السودانية في التحكم في الأوضاع في هذا الإقليم، وذلك لإستخدامه كذريعة للضغط علي الحكومة السودانية من خلال المجتمع الدولي لإعطاء دارفور حق تقرير المصير وبالتالي فصله عن السودان، لتتمكن بريطانيا بذلك من تمرير أجندتها وتحقيق أهدافها في الإقليم الذي يحكمه خادمها وعميلها الخاص مناوي.