إن الصراع القائم بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه حمدان دقلو المدعو حميدتي والذي تداولته الكثير من المواقع الإخبارية السودانية والأجنبية، يتضح للعيان في الآونة الأخيرة أنه لم يكن محض إشاعات بل هو واقع جلي لا ريب فيه، وهو ما جسدته التصريحات والقرارات الأخيرة للطرفين علي غرار قضية الإفراج عن المعتقلين من الثوار والسياسيين الذي أمر به البرهان مؤخرا والذي لاقي رفضا قاطعا من نائبه حميدتي مؤكدا ذلك في تصريحاته التي قال فيها بأنه ينبغي أن تستكمل إجراءاتهم وفقاً للقانون، ويجب تحقيق العدالة وتنفيذ حكم القانون فيهم.
فمن خلال رد حميدتي علي قرار البرهان يتضح مخالفته له وعدم الإكتراث لقراراته، في حين يعمل البرهان علي تشويه سمعة حميدتي وإظهاره بصورة سيئة للشعب السوداني بعد رفضه إطلاق سراح أولادهم وأبنائهم.
ليس هذا فقط بل تعمد البرهان رفع حالة الطوارئ التي كان قد فرضها منذ 25 من اكتوبر الفارط استعطافا للشعب السوداني ومحاولة لكسب ثقته من جديد بمنحه حرية التعبير والتظاهر وكل هذا لإستخدامه كأداة لدحر حميدتي عن السلطة، فالشعب بعد هذه القرارات سيخرج للتظاهر ضد حميدتي الذي يريد حرمانهم من رؤية أحبائهم من المسجونين، وبالتالي سينسب البرهان كل الضحايا التي ستسجل خلال هذه المظاهرات لحميدتي وتحميله مسؤولية الفوضى والإخلال بأمن البلاد واستقرارها، وهو ما سيعطيه الضوء الأخضر لتنحيته وعزله من منصبه.