لطالما ربطت الحالة الصحية للشخص بالغذاء الذي يتناوله وهو ما أيدته رحلة العلم الممتدة عبر التاريخ البشري فمثلا نجد أشهرها قول أب الطب البشري ابقراط في هذا الشأن “طعامكم دواؤكم، وداؤكم في طعامكم”، والتي اتفق معه فيها الطبيب العربي الشهير “ابن سينا”.
إن الأبحاث التي أجريت خلال السنوات الأخيرة في هذا المجال أكدت صحة أقوال القدماء بوجود علاقة شائكة بين التغذية والأمراض والأدوية؛ حيث بينت الأبحاث الحديثة الدورَ العلاجي الذي يمكن أن تلعبه بعض التدخلات في نمط الحياة، وعلى رأسها نمط الغذاء.
تعد شعيرة الصوم -على اختلاف أشكالها وصورها حسب الديانة المتبعة، نمطا غذائيا يجمع بين الفوائد الروحية والصحية ، أما الروحية هي ما تحدثت عنه الكتب السماوية، في حين أخذت الأبحاث العلمية دراسة الفوائد الصحية له، حيث أجمعت أغلبها علي أنه يساعد على فقدان الوزن، وتقليل ضغط الدم، وتحسين مستوى الكوليسترول والجلوكوز في الدم.
ومن بين الدراسات الحديثة حول الفوائد الصحية للصوم نجد دراسة أجراها فريقٌ من الباحثين بكلية بايلور للطب بالولايات المتحدة لفهم تأثير “صوم المسلمين” -باعتباره أحد أنواع الصيام المتقطع- على صحة الإنسان، مشيرةً إلى أن الصيام من الفجر (الامتناع عن الطعام والشراب) إلى غروب الشمس يمكن أن يكون عاملًا وقائيًّا وعلاجًا مساعدًا في أمراض السرطان ومتلازمة التمثيل الغذائي.
وتتفق نتائج الدراسة الجديدة مع ورقة علمية سابقة تناولت فوائد صوم رمضان، مشيرةً إلى أن “الصيام يساعد مَن يعانون من الضغط النبضي المرتفع؛ إذ يؤدي إلى خفض ارتفاع ضغط الدم بنسبة 17% تقريبًا، ومستوى الدهون عالية الكثافة (النوع الجيد من الدهون) بنسبة 33%، وانخفاض مستوى الدهون منخفضة الكثافة (النوع غير المرغوب من الدهون) بنسبة 17%.