إن حقيقة تواجد المختبرات البيولوجية في الأراضي الأوكرانية والتي يزيد عددها عن 60 مختبرا مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية أصبح أمرا مؤكدا بعد الخبر الذي نشرته أمس الصحيفة البريطانية الضخمة دايلي مايل، التي فضحت فيه تورط نجل الرئيس بايدن هانتر بايدن في إنشاء وتمويل هذه المختبرات مستدلة برسائل إلكترونية كانت قد سربت من كمبيوتره المحمول الذي تركه بمتجر للحواسيب في ديلاوير عام 2019، ليقوم صاحب المتجر بتسليمه لمحامي دونالد ترامب والذي سلمه بدوره لشخص يدعي “جاك ماكسي” الذي قام باسترجاع كل الملفات المحذوفة فيه ونشر بعضها في مواقع إلكترونية عام 2020 والتي سرعان ما حذفت روابطها الإلكترونية بأمر من الولايات المتحدة، ونظرا لفشل محاولته نشر حقيقة هانتر بايدن قام بتقديم نسخة لكل من صحيفة “ديلي ميل” البريطانية في ربيع 2021، وكذلك لصحيفة “واشنطن بوست” و”نيويورك تايمز” الأمريكيتين، وكذا السيناتور تشاك غراسلي.
وبعد تفحص دقيق من طرف صحيفة دايلي مايل للبيانات التي يحتويها القرص المضغوط الذي تسلمته من ماكسي، وجدوا رسائل إلكترونية بين هانتر بايدن وماري غوتيري التي كانت آنذاك نائبة رئيس قسم العلوم والتكنولوجيا في ميتابيوتا، وهي شركة مقاولة ضخمة كان من بين المستثمرين فيها شركة In-Q-Tel ، وهي شركة رأس مال استثماري تابع لوكالة المخابرات المركزية ومتخصصة في استثمارات التكنولوجيا الفائقة التي تدعم أو تفيد القدرات الاستخباراتية لوكالات الاستخبارات الأمريكية، وصندوق استثمار هانتر بايدن روزمنت سينيكا (Rosemont Seneca) ووكالة الحد من التهديدات التابعة لوزارة الدفاع الأمريكي ( DTRA) ، التي تعاقدت مع ميتابيوتا لتشغيل العمليات في المختبرات المتصلة بالولايات المتحدة في كل أنحاء العالم. في نص الرسالة التي أرسلتها له غوتيري في ربيع 2014 قالت أنها أرسلت له مذكرة مرفقة، والتي تقدم نظرة عامة حول ميتابيوتا ومشاركتها في أوكرانيا وعن كيفية الاستفادة من فريق العمل وشبكات ومفاهيم فرع ميتابيوتا المتواجدة في أوكرانيا للتأكيد من الإستقلال الثقافي والاقتصادي لأوكرانيا عن روسيا واستمرار اندماجها في الغرب.
كما وجدت رسائل بينه وبين فاديم بوجارسكي، مستشار مجلس إدارة شركة الغاز والنفط الأوكرانية “بوريسما”، والتي كان هانتر عضوًا في مجلس إدارتها ، يتساءل فيها فاديم عن ماهية العلاقة بين ميتابيوتا وشركة بوريسما في إنجاز مشروع المختبرات الذي سماه هانتر المشروع العلمي، ومشيرا إلي أن ميتابيوتا هي فرع من شركة المقاولة بلاك آند بيتش ويجدر الذكر بأن كلا من الشركتان هي مقاول دفاع أمريكي له علاقات عميقة بالمخابرات العسكرية الأمريكية، وهما المسؤولتان عن تزويد مراكز البنتاغون في جميع أنحاء العالم بالمعدات الحيوية اللازمة.
اي أن شركة النفط والغاز الأوكرانية بوريسما بعدما انقذها جو بايدن بطلب من ابنه وذلك بإقالة المدعي العام الذي فتح آنذاك قضية فساد كبيرة ضد هذه الشركة، تحولت الآن إلي ممول رسمي للمختبرات البيولوجية في أوكرانيا.
وقد ورد أيضا في صحيفة دايلي مايل صيغة العقد الذي أبرم بين وكالة الحد من التهديدات البيولوجية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية وميتابيوتا بدعم الأخيرة ب 18.4 مليون دولار لسنتين من 2014 إلي غاية 2016، خصصت منه 307 ألف دولارلدعم مشروع المختبرات البيولوجية الأوكرانية.
وفي ظل كل هذه الأدلة التي قدمتها دايلي مايل نجد ان الخبر تناقلته فقط نيويورك بوست، بينما تستمر كبري الصحف مثل ABC، NBC، CNNوغيرها بتجاهل الخبر والتحفظ عليه وهو مايبين غياب المصداقية في هذه الصحف، فيما علق البعض الاخر علي غرارصحيفة هافينغتون بوست علي أن تسريب هانتر بايدن هو نظرية مؤامرة روسية.
أبعد كل هذه البيانات والأدلة لا يزال هناك تمويه وتكذيب وادعاء من الطرف الأمريكي، إن نية الولايات المتحدة الخبيثة قد ظهرت واتضحت للكل، وما خفي أعظم، ربما الأيام القادمة ستكشف المزيد من الفضائح المتعلقة بالقيادة الأمريكية.
