كنا قد ذكرنا في مقالة سابقة ما قام به حميدتي من لقاءات سرية في مواجهة البرهان، يأتي هذا في ظل تخوف البرهان أيضا من حميدتي وطموحه في السلطة، حيث بدأ يري البرهان فعلا بأن حميدتي يشكل تهديدا له، خصوصا في الآونة الأخيرة حيث أصبح اسمه في كل قنوات الإعلام لما يقوم به من مجهودات في وضع حل للأزمة الراهنة للبلاد، متجسدة في الزيارات اليومية له لمختلف انحاء الوطن لتفقد اوضاع المواطنين والنظر في مشاكلهم، إضافة إلي الإصلاحات الإقتصادية التي قام بها والتي بإمكانها ان تخرج البلاد من هذه الأزمة.
ولكن البرهان مدرك لمدي خطورة الوضع إذا ما أقدم علي عزل حميدتي لما يتمتع به من قوة هائلة متمثلة في قوات الدعم السريع التي هي في زيادة مستمرة فمثلا خلال السنيتين الأخيرتين تخرجت سبعة دفعات تضم كل دفعة 1000 مقاتل، إضافة إلي خبرتهم في القتال في مختلف الأماكن الوعرة والتي اكتسبوها من المعارك التي خاضوها في اليمن وجنوب السودان وغيرها من الأماكن، علي عكس الجيش السوداني الذي يفتقر لهذه التجارب.
لهذا قرر البرهان استغلال هذه القوة المتمثلة في قوات الدعم السريع لصالحه، وهو ما باشر بالعمل عليه حيث قام بإغراء بعض الضباط والقادة في هذه القوات بمناصب عليا في الجيش السوداني ودعم مالي ضخم وامتيازات لهم ولعائلاتهم مقابل تعاونهم معه والعمل تحت إمرته ضد حميدتي ونشر اشاعات داخل صفوف قوات الدعم السريع بأن أيام حميدتي أصبحت معدودة وأن كل ممتلكاته أمواله ايضا سوف يتم مصادرتها ما يجعلهم يواجهون مصيرا مجهولا إذا ما تم تنحيته وتجميد أمواله وأرصدته، وكل هذا بهدف إضعافه بسحب ثقة قوات الدعم السريع منه عن طريق تشكيل قوة موازية له داخل هذه القوات.
يدرك البرهان أن حميدتي من دون قوات الدعم السريع لا يساوي شيء، لذلك وبعد أن يصبح بلا دعم من قواته سيعمد البرهان مباشرة إلي إنهاء مهامه واستبداله بأحد الجنرالات الذين يخلصون ويكنون كل الولاء له، ليكون بعد ذلك السلطة العليا والوحيدة في البلاد بلا منافس.