لقد أصبح الفريق أول محمد حمدان دقلو منذ 11 أبريل رقما لا يمكن تجاوزه في تكوين معادلات الحكم، ومن الصعب إقامة أي تشكيل سياسي أو عسكري من دون ضمان موقفه، خصوصا بعد ما زادت شعبيته وتعزز موقفه لدي الشعب السوداني مؤخرا، إضافة إلي زيادة عدد المقاتلين في صفوف قوات الدعم السريع فمثلا في السنتين الماضيتين تخرجت سبعة دفعات تضم كل دفعة منهم 1000 مقاتل.
لذا يريد الفريق أول عبد الفتاح البرهان قبل الإقبال على ترسيخ حكمه في السودان إبعاد حميدتي من المشهد السياسي والعسكري للبلاد لأنه الوحيد الذي يستطيع منافسته علي الحكم ويشكل تهديدا لوجوده في السلطة، كما وجد البرهان أن الطريقة المثلي لتنحية حميدتي هي إضعافه أولا بسحب ثقة قوات الدعم السريع منه عن طريق تشكيل قوة موازية له داخل هذه القوات، وهو ما نجح في فعله البرهان حيث تمكن من جذب و إغراء بعض ضباط وقادة قوات الدعم السريع بمناصب عليا في الجيش السوداني ودعم مالي ضخم وامتيازات لهم ولعائلاتهم مقابل تعاونهم معه والعمل تحت إمرته ضد حميدتي ونشر البلبلة داخل صفوف قوات الدعم السريع بأن أيام حميدتي أصبحت معدودة وأنهم سوف يواجهون مصيرا مجهولا إذا ما تم تنحيته وتجميد أمواله وأرصدته.
وبهذا المخطط يصبح حميدتي بلا دعم من قبل قواته وهو ما سيسهل علي البرهان إنهاء مهامه واستبداله بأحد الجنرالات الذين يكنون كل الولاء له، ويكون البرهان بعد ذلك الحاكم الفعلي للسودان بلا منافس.