بعد قرارالبرهان بإعفاء مدير الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش السوداني ياسر محمد عثمان ومدير المخابرات العامة جمال عبد المجيد في 27 ديسمبر الفارط وتعيين اللواء محمد أحمد صبير مديرًا للاستخبارات العسكرية، والفريق أحمد إبراهيم مفضل مديرًا للمخابرات العامة، تبين مدي اهتمام الرجل بهذا الجهاز والذي تأكد أكثر من مرة من خلال اصطحابه للفريق أحمد ابراهيم مفضل في كل زيارة يقوم بها علي غرار الزيارات الأخيرة إلي دول الخليج.
كما أنه يري أن السيطرة علي هذا الجهاز تمكنه من النيل من خصومه وأعداءه وأنداده الذين يشكلون تهديدا لوجوده في الحكم. وهو ما يراه البرهان الآن في حميدتي الذي بات يشكل عائقا للبرهان في السودان حيث يري أنه الوحيد القادر علي أن يحل محله وأنه منافس قوي وسياسي محنك، وهذا ما دفع البرهان للإستعانة بجهاز المخابرات والذي يتلقي بدوره أيضا معلومات من المخابرات الغربية حول حميدتي وذلك لإيجاد نقاط ضعفه واستغلالها لتشويه سمعته وإضعافه أمام الرأي العام الوطني والدولي.
كما يحاول البرهان الآن الزج بحميدتي للخوض في مغامرة حل المشاكل المستعصية الإقتصادية للسودان، والتي كان هو مصدر تفاقمها وهو ما عجز أيضا عن القيام به، وذلك محاولة منه لإظهار فشل حميدتي في التسيير الداخلي للبلاد وإضعاف سياسته أمام الشعب السوداني والمجتمع الدولي ليسهل التخلص منه.