على الرغم من إستخدام قوات الإنقلابيين للسلاح الناري بكثافة مع الغاز المسيل للدموع ووسائل القمع الأخري، لدرجة إستخدام سلاح الخرطوش الذي تنفجر طلقاته لثلاثين قذيفة لإحداث إصابات كثيرة وخطيرة بأجساد الثوار، وفى ظروف وأوضاع اسوأ من التي خرجت بها جماهير الشعب السوداني فى ديسمبر المجيد، مجددة للسير فى طريق الثورة نحو النصر النهائي الذي أصبح قريبا يري رأي العين، للدرجة التى جعلت قائد الإنقلاب ومجموعته يتنقلون وذهابا وإيابا بين عواصم وبلدان الخليج لتجهض معهم الثورة المجيدة وهيهات أن يفعلوا ذلك فالثورة الآن قد بلغت أشدها وعاد لها تألق البدايات مع ميزة إضافية جعلت كل من يقف ضد التغيير فى صف الإنقلابيين ولجنة المخلوع الأمنية، مثل الحركات المسلحة التي قمعت الطلاب ومعلميهم بطريقة مهينة بجنوب دارفور بالأمس، وحركة مالك عقار المتحكمة بإقليم النيل الأزرق التي تعاملت مع طلاب الدمازين بطريقة أعنف مما يتعامل بها جهاز أمن البرهان ومجموعته الإنتهازية بالخرطوم، لكن القديم المتجدد والذي يفرح قلوب الشعب السوداني وثواره الأحرار هو تجدد الثورة بكل زخمها وعنفوانها في كل الولايات، وكما يقول عمال السكة الحديد بعطبرة التي خرج طلاب مدرستها الصناعية فى بواكير الثورة وأعادوا الكرة بالأمس حينما تتوضأ عطبرة تكون الصلاة قائمة بالخرطوم، ومع كل هذا الزخم الثوري عادت شعارات ثورة ديسمبر المجيدة الأولي مثل هاشتاق مدن السودان تنتفض، وعاد الخوف يلوح بعيون العسكر وكتائب ظل النظام البائد التي أخرجها البرهان لضرب الثورة المجيدة.
هذا ورغم العنف الذي استخدمته القوات الأمنية للإنقلابيين داخل الخرطوم، إلا أن الثوار كسروا الطوق الأمني للعسكر بشارع القصر ووصلوا بموكبهم للنقطة التي حددوها وانسحبوا وقتما أعلنوا، لذلك كان التعامل معهم من قبل العسكر عنيفا لدرجة مبالغ فيها، كذلك مارست قوات الإنقلابيين عنفا مفرطا بشارع الشهيد عبد العظيم بامدرمان مما أدي لإصابات كبيرة برصاص البندقية تجاوز ال20 مصابا صنفت إصابات بعضهم بالخطيرة والتي قد تحتاج إلي تدخل جراحي كما قالت لجنة الأطباء المركزية، لكن كل هذا العنف لن يجعل الأمر يستتب للإنقلابيين كما لن تنقذهم مبادرة أبن زايد التي يريد عبرها إستمرار سرقة موارد البلاد، ومواصلة مده من قبل الإنقلابيين بالرجال لحربهم العبثية هو وبن سلمان باليمن، وستنتصر الثورة المجيدة التي خرجت مثل طائر الفينيق من تحت دخان الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي المستخدم لقمع المواكب الجماهيرية الكبيرة، فقط هي مسالة زمن لن تطول ولن يكون أمام العسكر من طريق غير تنفيذ إرادة الشعب السوداني والعودة للثكنات.