دخلت البلاد في ضائقه نتيجة للانهيار الاقتصادي المتفاقم، وفي ظل تأثير الحرب الروسية الاوكرانية على الاقتصاد العالمي، فإن وتيرة هذا الانهيار ستزداد يوما بعد يوم، وفي ظل هيمنة جنرالات الجيش والحركات المسلحة الذين لا يفهمون سوى لغة السلاح والبطش، فإن مصير السودان الأسوء لم يأتي بعد، وكل هذا بسبب (العسكرية) التي كان ينادي بها البعض. في قلب الخرطوم تناوب عساكر النظام الانقلابي على اغتصاب فتاة جامعية بعد أن أنزلوها من حافلة ركاب، كما تم نهب وضرب بقية الركاب. هذه هي نتائج العسكرية التي يريدونها .
أصيب عشرات العزل من المتظاهرين بالرصاص المطلق عليهم من سلاح (خرطوش) لعساكر الانقلاب، وهو سلاح يطلق قنابل متعدد وفي اتجاهات متعددة داخل الجسد، عكس الأسلحة التي تطلق رصاصة واحدة وتصيب مكانا واحدا.
ارتفعت اسعار الخدمات الصحية بصورة غير مسبوقة، كمثال علي ذلك ارتفعت كلفة التأمين الطبي لدى شركات التأمين لتتضاعف تكلفة التأمين للفرد الواحد بنسبة تفوق ال ١٠٠% عن ما كان عليه في العام السابق وأكثر من ٣٠٠% عن ما كان عليه قبل عامين، وهو وضع يصعب على غالبية الشعب السوداني أن يجد فيه جرعة دواء، ولكنها العسكرية التي يريدونها.
الزراعة في مشروع الجزيرة تواجه صعوبات جعلت بعض المزارعين الذين قاموا بزراعة (البامبي) بتركه في الحقول لترعاه البهائم، فسعر الحصاد والترحيل يفوق سعر المحصول في السوق.
التدخل الدولي في الشأن السوداني أصبح واضحا وفاضحا، فالعسكر كما باعوا ذهب السودان، باعوا سيادته وسمعته واصبحنا عرضه للغاشي والماشي، ولكنها العسكرية التي ينادي بها البعض فالواقع الراهن في ظل حكم جنرالات الجيش لا يهدد المدنيين فقط، وانما يهدد العسكريين ايضا، تلك الفتاة التي اغتصبت ربما هي شقيقة او بنت عسكري، وشهداء ومصابي المظاهرات لا يخلو ان يكون بينهم ابن او اخ او قريب لعسكري، وارتفاع تكلفة العلاج وزيادة الأسعار يدفع ثمنها العساكر كما يدفعها المدنيون، والمزارع الخاسر ربما هو والد عسكري، ولكن العساكر الذين يدفعون الثمن ليس هم القادة الذين يتربعون على مقاعد السلطة وإنما صغار الضباط والجنود. وبالتكلم عن سيادة السودان، هم يدافعون عن المدنيين وعن العسكريين المطحونين معا، في مواجهة ثلة بسيطة من العسكر والانتهازيين انقلبوا على سلطة الشعب وحكم القانون وعاثوا في الأرض فسادا.
إن لم نوقف هؤلاء الانقلابيين عند حدهم اليوم، فلا وطن لنا غدا، ولا شرف، ولا سيادة.