مع بداية اكتساح روسيا لأوكرانيا ارتفعت الاصوات بالاحتجاج على غزو أوكرانيا، لأن الأوكرانيين البيض أصحاب العيون الزرقاء والشعور الشقراء لا يستحقون أن يعاملوا باحتقار مثل العرب في فلسطين وسوريا والعراق واليمن ومصر،… الخ. الاوروبيون و الامريكيون و الكنديون و الاستراليون ينظرون الى العرب باحتقار وعدم احترام، ويعتبرون أن بترولهم من المفروض أن يكون ملكا للأوروبيين البيض والعرب لا يعدون من البيض، كما أن أغلبية العرب يحتقرون الأفارقة وكل السود، إضافة إلي الهنود و الآسيويين،… الخ .
العرب الذين يشتكون من التفرقة التي تعرضوا لها في أوكرانيا وتصريحات الأوروبيين من سياسيين ورجال إعلام بأن الإعتداء على أوكرانيا والأوكرانيين غير مبرر لأنهم شعب متحضر و أبيض اللون وليسوا مثل العرب الذين هم من غير الجنس الأبيض. والحقيقة المعروفة هى أن العرب نفسهم أكثر شعوب الارض عنصرية فيكفي العفن الإعلامي الذي يوجهه المصريين نحو السودانيين بشتمهم لرفضهم المنتجات المصرية الزراعية والتي رفضها كل العالم لأنها ترتوي من ماء المجاري وتسبب السرطان واليرقان وغيرها من الأمراض وهذا ما يعلنه المصريون في إعلامهم، ونسمع من المننتجين المصريين مطالبة الدولة المصرية فرض هذه المنتجات على السودان لأن حجمها يساوي بليونان دولار. وفي نفس الوقت يتم نهب المنتجات الزراعية السودانية السليمة ويتم تصديرها من مصر لأوروبا وأمريكا، وشراءها من السودانيين بعملة سودانية مشبوهة. ونسمع من المصريين أنه لا يمكن للسودانيين الذين وصفوهم بالعبيد أن يرفضوا منتجاتهم، كما لا يحق لهم أن يعتبروا أنفسهم مثل الأوروبيين برفضهم المنتجات المصرية. ألم يحن الوقت لغلق حدودنا، وإعادة النظر في كل الإتفاقيات المجحفة علي غرار بيع ملايين الهكتارات من الأراضي السودانية للعرب بشروط مجحفة بتواطؤ من المجرمين والخونة السودانيين .
الشعب السوداني يموت من الجوع ويصرف مئات الملايين من الدولارات لشراء الحليب المجفف، في حين أن ملايين الهكتارات السودانية تنتج العلف بدلا عن القمح لإطعام الابقار في السعودية التي صارت تصدر الحليب ومشتقاته بكميات ضخمة. وقبل أيام قرأت موضوعا رائعا للاستاذ عمر جبرونا في سودانيز اون لاين تحت عنوان: هل السودانيون عبيد في نظر العرب ؟.
المصريون والعرب يريدون أن نكون تحت سيطرتهم كنوع من العبيد، في حين أن دولة الامارات قامت وتأسست على حساب السودانيين فالاطباء و القضاة و المهندسون و المعلمون و الضباط ورجال الجيش و الشرطة،… الخ كلهم توا من أصل سوداني. واليوم يتحكم في مصيرنا من كنا نعلمهم أبجديات المدنية. لقد صرح الشيخ زايد بأنه يحلم بأن تكون أبو ظبي مثل الخرطوم، حيث أن كل رؤساء البلديات السبعة في الامارات سودانيين.
اليوم يحارب العبيد السودانيون كما يصفونهم دفاعا عن النظام الملكي الغاشم في السعودية. هذا النظام الذي هو مشغول هذه الأيام بقطع أعناق اكثر من ثمانين مواطنا شيعيا في السعودية لمجرد حملهم شعار بشار قاتل ومغتصب. بلد يقطع المعارض فيه بالمنشار ويعتقل أميره العشرات من الامراء ابناء عمومته ورجال الأعمال ويصادر منهم 800 بليون دولار ليغطي عجزه المالي. هؤلاء المجرمون يقطعون أهلهم بالمنشار و يذلون الامراء وكبار القوم ويتوقع البرهان وحميدتي أن يجدوا بعض الاحترام منهم !!
الشاويش السوداني عوض ادريس محمد احمد من امدرمان حارب في ليبيا وفي بنغازي، حيث وجد النساء الليبيات يبكين في حفل لأن جنديا بريطانيا أخذ العروس أثناء حفل الحناء وهدد الجميع بسلاحه. فذهب الشاويش عوض وأقدم علي قتل الجندي البريطاني في خيمته. قدم بعد ذلك للمحاكمة وأطلق سراحه. وفي وقت من الأوقات كان الليبيون يبيعون اللاجئين السودانيين كعبيد في الأسواق وهم في طريقهم الى أوروبا، طبعا هذا بعد نهب أموالهم، ليأتوا بعد ذلك ليتكلموا عن الاراضي السودانية والوحدة العربية. سيكون السودان في مأمن عندما يخرج من مستنقع السياسة التي هو غارق فيه.