كانت قد شهدت عاصمة السودان في نفس اليوم لزيارة رئيس المجلس الإنتقالي الفريق الأول الركن عبد الفتاح البرهان إلي الإمارات انتشارا واسعا لقوات الأمن السودانية يرافقه موكب من المعدات والمركبات العسكرية في حركة لاقت استياءا كبيرا من الشعب السوداني الذي خرج في ذات اليوم متظاهرا علي غلاء المعيشة وتدهور الأوضاع في البلاد، وهذا الإستعراض للقوة من طرف القوات المسلحة ما هو إلي تذكير للشعب السوداني وللثوار الأحرار أنه في حالة ما استمروا في التظاهر سيتم قمعهم بطريقة بشعة وهو ما فعله البرهان من قبل مرار وتكرار، لأنه صاحب السلطة العليا في البلاد وهو من أصدر هذه الأوامر قبيل مغادرته أرض الوطن.
وعلي عكس ذلك، فإن نائب رئيس المجلس الإنتقالي محمد حمدان دقلو أو حميدتي كان شديد الحرص علي سلامة وأمن المتظاهرين وهو ما صرح به مرارا وتكرار وهو ما تكلم به أيضا لقناة الحدث خلال مقابلة تلفزيونية أجراها معه.
كان الشارع السوداني قد أبدي مخاوفه من زيارة الفريق الركن عبد الفتاح البرهان للإمارات وهو دائما ما ينذر بحدوث إنقلابات كما حدث في المرة الآنفة عقب زيارته لنفس الدولة، وطرح السؤال ضد من سيكون الإنقلاب هذه المرة، و الإجابة علي هذا السؤال تبدو واضحة وجلية حيث أن البرهان ليس له منافس سياسي غير نائبه حميدتي الذي بين أنه يتمتع بالروح الوطنية العالية ويعتبر سياسيا محنكا ودبلوماسي يحسب له حساب، فقد تبين ذلك في سياسته الخارجية ومحاولته إقامة علاقات جيدة مع كثير من الدول فيما ينصب في خدمة السودان، ودائما ما يدعم ويؤازر الشعب السوداني من خلال زياراته المتكررة لمختلف انحاء الوطن.
