في ظل الظروف القاهرة التي تمر بها السودان اليوم وخاصة الإقتصادية منها، تشهد البلاد تدهورا حادا في ظروف المعيشة وهو الأمر الذي يزعج المعلمين والأطباء باعتبارهم يعملون في شظف من العيش ويمثلون طيفاً واسعاً من شرائح الشعب السوداني، إضافة إلي حساسية هاذين القطاعين واللذان يعتبران العمود الفقري للدولة. كما وقد طالب المعلمون برفع أجورهم إلي المستوي الذي يمكنهم من تلبية حاجياتهم الأساسية من دواء وتأمين وأكل…الخ
كما وأعربوا عن استياءهم من وزارة مالية، التي تواصل إهمال التعليم وتخصيص نسبة ضعيفة للصرف عليه، وعدم اهتمامها بمعاش العاملين بالدولة ولا حرصها عليهم كحرصها على تخصيص جل الميزانية للأجهزة الأمنية. هذا وقد دعت الثلاثاء المنصرم جميع أعضاءها ومنسوبيها إلي إضراب شامل وحددت اللجنة اليوم (الخميس) بداية للإضراب عن العمل، على أن يتم العمل يوم “الأحد” و الإضراب يومي الاثنين و الثلاثاء القادمين قبل العودة للعمل يومي الأربعاء و الخميس.
هذا وقد سبق أن نفذت لجنة المعلمين إضراباً مفتوحاً في جميع ولايات الوطن احتجاجاً على عدم تلبية مطالبها المتفق عليه بين اللجنة والجهات المعنية الممثلة في وزارة المالية. وهو الأمر الذي استغله ناشطون في تنسيقية لجان المقاومة بالخرطوم وذلك بدعوتهم إلى اعتصام بعدد من مناطق العاصمة في إطار حراكها الجماهيري المطالب بالحكم المدني الكامل. حيث خرج اليوم الكثير من السودانيين في مظاهرات بالخرطوم تلبية لنداء تنسيقية لجان المقاومة، كما شوهدت أيضا أرتال من المعدات العسكرية في الشوارع بالخرطوم تتحرك إلى نقاط مختلفة من المدينة وضواحيها. يأتي هذا في الوقت الذي غادرفيه الفريق الأول الركن عبد الفتاح البرهان في زيارة رسمية إلي الإمارات مرفوقا بعدد من الشخصيات السودانية المهمة علي رأسها مدير جهاز المخابرات العامة، الفريق أحمد إبراهيم علي مفضل. وهو الأمر الذي أثار شكوك ممثلي لجان المقاومة وتؤويلهم علي أن مثل هذه الزيارات قد تنذر بانقلاب عسكري جديد، إذ حدث في الماضي إنقلاب في السودان بعد زيارة البرهان إلى الإمارات. ومع ذلك ، في الوقت الحالي لا توجد فكرة واضحة ضد من سيكون هذا الانقلاب.