Bukra News
No Result
View All Result
Bukra News
No Result
View All Result

8 مارس ودور المرأة السودانية في الثورةالأخيرة

2022/03/09
8 مارس ودور المرأة السودانية في الثورةالأخيرة

شأن كل الثورات العظيمة في التاريخ (الثورة الفرنسية ، الثورة الروسية.الخ) لعبت المرأة دورا كبيرا في ثورة ديسمبر باشتراكها في المظاهرات وبث الحماس وسط الثوار ، وكشف معلومات العدو للثوار ، وايواء الثوار من بطش عناصر الأمن والارهابيين ،ونالت نصيبها من الاستشهاد (الشهيدة ست النفور.الخ) والاصابات بالرصاص الحي ، الاعتقال والتعذيب الوحشي ، وجريمة الاغتصاب والتحرش بهدف كسرها وارهابها عن المشاركة في الثورة ، ولكنهم فشلوا ، والضرب بالهراوات والغاز المسيل للدموع . الخ ، جاء ذلك امتدادا لارثها في الحركة الوطنية السودانية منذ الثورة المهدية وثورة 1924 و ثورة الاستقلال 1956 ، وثورة أكتوبر 1964 ، وانتفاضة مارس أبريل 1985.وبعد انقلاب 25 أكتوبر شاركت المرأة بنشاط في مقاومة الانقلاب وفي أكثر من 27 مليونية وتعرضت للاستشهاد وكل اشكال القمع، وشاركت في مواكب أمهات الشهداء ، وبثت الحماس في صفوف الثوار، وحتى آخر وقفة ” كلنا معاكم” للآباء والآمهات.كان طبيعيا أن تلعب المرأة السودانية دورها في ثورة ديسمبر ، فقد عانت من كل اشكال الاضطهاد الطبقي والسياسي والاجتماعي والاثني واضطهادها كجنس ونوع ، وقاومت قهر النظام الاسلاموي الفاشي الذي تعاظم بمتوالية هندسية حتي وصل الي التعذيب الوحشي للمعتقلات السياسيات والتحرش بهن والاغتصاب.الواقع أن المرأة السودانية واجهت ببسالة النظام الفاسد بعد انقلاب يونيو 1989م ، بمختلف الأشكال ورفضت العودة بها الي عصر الحريم وتعرضت للكثير من صنوف التنكيل والاضطهاد (الاعتقال ، التشريد ، القمع، الاغتراب.الخ) ، وكان دورها واضحا في المظاهرات والمواكب والاضرابات والحركة الجماهيرية الرافضة لسياسات النظام القمعية وارسال الشباب الي محرقة الحربقاومت المرأة النظام الفاسد الذي يعبر عن مصالح الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية التي افقرت شعب السودان حتي اصبح 95% منه يعيش تحت خط الفقر ، وسحبت الدعم عن التعليم والصحة ومارست سياسة الخصخصة التي شردت مئات الالاف من العاملين من وظائفهم مثل : تدمير السكة الحديد والنقل النهري والخطوط الجوية السودانية ومشروع الجزيرة وبقية المشاريع الزراعية ، اضافة للتفريط في وحدة السودان بانفصال الجنوب ، ومصادرة الحقوق والحريات السياسية ، وفرض حالة ومحاكم الطوارئ ، وممارسة التعذيب والقمع الوحشي للمظاهرات والمواكب السلمية التي يكفلها الدستور .مارس نظام الانقاذ ملاحقة النساء بأساليب فظة ومهينة: اما بدعاوي الحجاب وقانون النظام العام الذي كان سيفا مسلطا علي رقاب الشابات بمطاردتهن واهانتهن بهدف ارهابهن وتحجيم دورهن في النشاط العام ، ومنعهن من الانخراط في الحركة الجماهيرية الهادفة الي انتزاع الحقوق والحريات الديمقراطية ، ورفع الغلاء وتحسين الأحوال المعيشية ، وتوفير المستقبل ألافضل لفلذات اكبادهن. كما يتم حرمان النساء من العمل الشريف بمطاردتهن في الأسواق لكسب العيش الكريم.  كما عانت المراة السودانية من عقوبة الجلد، تلك العقوبة المذلة للكرامة الانسانية والتي مارسها نظام السفاح نميري منذ قوانين سبتمبر 1983م ، وتم التوسع فيها بشكل وحشي تحت نظام الانقاذ بعد أن تم تقنينها في قانون العقوبات 1991م .كما تم القمع الوحشي للطالبات اللائي يعانين من وضع مزري في المعيشة والسكن في الجامعات والمعاهد والكليات ، ويتم حرمانهن من القبول في تخصصات معينة بمحاولات تقليل الأعداد للقبول في مايسمي بكليات القمة (الهندسة ، الطب ،..) بصرف النظر عن النسب المميزة التي حزن عليها. كما يتم التمييز ضد النساء في الترقي للمناصب العليا في الخدمة العامة بمختلف الدعاوي. هذا اضافة لقانون الأحوال الشخصية الذي يحرم المرأة من حق اختيار الزوج بحرية ، كما يحرمها من السفر ولو لمهام رسمية الا بموافقة ولي الأمر ، وهذه حقوق مكفولة حتي بالدستور الحالي مما يضعها تحت رحمة الرجل علما بأنها انسان كامل الأهلية عقليا وبدنيا..كما عانت المرأة في المناطق المهمشة من آثار الحرب الجهادية الدينية التي اشعلها النظام في الجنوب وجبال النوبا والنيل الأزرق وشرق السودان ودارفور وما نتج عنها من مآسي وكوارث مثل : النزوح والجرائم ضد الانسانية مثل: حرق القري، والاغتصاب ، والابادة الجماعية ، ومآسي فقدان الأبناء والأزواج ( الأرامل).اضافة للحروب أدي التدمير الكبير للقطاع الصناعي والزراعي والبيئة بممارسة القطع العشوائي للاشجار ، الي الجفاف والتصحر وهجرة الالاف من المزارعين والرعاة من الريف الي المدن ، مما ادي الي اتساع فئة النساء الفقيرات صانعات الأطعمة والشاي وبيع الملابس المستعملة والأدوات المنزلية زهيدة السعر ، وتقدر هذه الفئة بنسبة 85% من الباعة في بعض أسواق اطراف العاصمة ، وأن اغلبيتهن بين سن : 20 – 25 سنة ، وأن بناتهن الصغار حتي سن 15 سنة يساعدن ويشاركن في البيع ، ويعاني هؤلاء النسوة من هاجس : الرسوم ومصادرة أدوات عملهن(الكشات).كما تعاني النساء العاملات من سيف التشريد المسلط علي رقابهن ، حيث بلغت نسبة المشردات أكثر من 55% من مجموع المشردين أغلبهن في سن العطاء (25 – 35 سنة) .وفي مصانع المناطق الصناعية بالعاصمة وبقية المدن تعاني العاملات صغيرات السن من استغلال فظيع ، حيث أن عقود عملهن باجور متدنية وبلا حقوق نقابية أو تنظيم نقابي ، إضافة الي ضيق فرص العمل للخريجين والشباب (حيث يقدر عدد الخريجات العاطلات باكثر من 53% من العاطلين) ، هذا اضافة لانتشار ظاهرة الطلاق وظاهرة النساء السجينات حتي نشأ جيل جديد من المواليد في السجون .وبرغم أن المرأة تشكل نصف المجتمع (49% من السكان) ، الا أنه وبعد30 عاما من حكم الانقاذ ، لاتزال الأميةبين النساء في الريف 85% وفي المدن 60% ، رغم ازدياد عدد الطالبات في الجامعات. اضافة الي رفض نظام الانقاذ التوقيع علي اتفاقية سيداو التي طرحت وضع حد لكل أشكال التمييز ضد المرأةوأخيرا  اضافة لما سبق ، مازال ينتظر المرأة جنبا الي جنب مع الرجل معركة اسقاط الانقلاب الدموي من أجل نجاح الثورة وتحقيق أهدافها في :  الحكم المدني الديمقراطي ، وتحسين الأحوال المعيشية ، ورفض رفع الدعم عن السلع الأساسية والتعليم والصحة والدواء والخضوع لتوصيات صندوق النقد الدولي التي افقرت شعب السودان ، وإلغاء كل القوانين المقيدة للحريات ، والقصاص للشهداء وضحايا مجزرة فض الاعتصام ، السلام الشامل والعادل الذي يخاطب جذور المشكلة ، ووقف الحرب والانتهاكات ضد المرأة والاغتصاب ، والسيادة الوطنية وقيام علاقات خارجية متوازنة . النضال من أجل تحقيق مساواتها الفعلية التامة مع الرجل أمام القانون . تحسين اوضاع المرأة النازحة بتوفير خدمات الرعاية الصحية ورعاية الأمومة والطفولة ، وتأهيل ضحايا الاغتصاب ، وعودة النازحين لقراهم ، وإعادة الاعمار بتوفير خدمات التعليم والصحة والماء والكهرباء والخدمات البيطرية ، وتحقيق السلام المستدام العادل والشامل الذي يخاطب جذور المشكلة ، وجمع السلاح ، والترتيبات الأمنية لحل جميع المليشيات وجيوش الحركات وقيام جيش مهني قومي موحد ، والمحاسبة علي جرائم الابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية في مناطق الحروب ، وتسليم البشير ومن معه لمحكمة للمحكمة الجنائية.المجد والخلود للشهداء ، وعاجل الشفاء للجرحى وضحايا التعذيب الوحشي، وعودا حميدا للمفقودين ، والحرية لكل المعتقلين .

ShareTweetShareSend

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

METRICS

© 2021 Bukra News