ان من صام بالامس عن الكلام والكتابة ليس واحدا ولا اثنين بل (قروبات) كثيرة ومواقع وصحف ومن نطق بحشرجة قال ان (المئات) قد خرجوا فى مسيرات تطالب برحيل البعثة الاممية وطرد رأس الافعي (فولكر) و ما رصدته الجهات المحايدة هو (١٣) الف مشارك وزيادة والرقم إن قرأناهُ من منطلق الحشد والتمويل (الصفري) نقرأ ان الارادة كانت وطنية خالصة واللجنة التى وجهت الدعوة حين قالت (لا أجد ما أحملكم عليه) تدافعوا بفضول الظهر والمال والماء ومن حر جيوبهم ليس فيها رجس ولا نجس من السفارات والعملاء .
وهناك حالة استياء عنيفة سيطرت على مناديب بعض السفارات و منهم من طلب لقاء (فولكر) و أيضاً ان اكثر من ٦٠% كانوا من فئة الشباب و ما يقرأ هنا هو تبدل القناعات فالخروج لم يكن ضد حزب او اربعة طويلة او اربعة قصيرة بل كان من اجل الكرامة والوطنية لذا تدافعوا .
ومن الزيت (الحار) أن شوهد بعض النظاميين يوثقون الحدث بهواتفهم و(البتعجبو الدلوكة بعرض) ! واللا شنو يا جماعة؟ وكانت الصحف نقلت عن البعثة الاممية قولها انها اتت بطلب من السودان و بتفويض اممي ! والمرحوم عادة ما يتم توزيع ملابسه يوم (الصدقة) و حمدوك فى عداد المراحيم من زمااان ومن سرق لسان السودان يومها هو المرحوم والبعثة ما زالت تخبئ عن الرأي العام ان حمدوك قد مات اما قناة الجزيرة قد تم طردها و(بأدب شديد) منذ الساعات الاولي واللجنة المنظمة وهى تشير الى الباب تقول لها (تعلمي المهنية وتعالي يا حلوة) والقناة ظلت طيلة يوم امس تكرر (المئات يتظاهرون) . هى كل ما ظفرت به .
والبعثة الاممية تقول طلبنا مناديب عن المتظاهرين للجلوس معنا فرفضوا . والبعثة (الغبيانة) تجهل ان مجرد الجلوس يعني الاعتراف بالمحتل و (الغبيانة) تجهل أن من يقودون الحراك بالخارج (واقعين من السماء سبعة مرات) ! ومن الزيت ان ادوية المصران والضغط والسكر والاسهال قد انعدمت ليلة أمس من الصيدليات .
ومن الزيت (المُر) أن المتظاهرين ظلوا حتى بعد المغرب ينظفون الشوارع ويعيدون ترتيب (الانترلوك) وابوغ السيارات المارة تقول (عوافي)
و المؤلم جداً (للقحاتة) انه لم يسقط ولاشهيد واحد !
يا سيدي فليكن من خرج هم عشرة او عشرون شخصا فهذه ليست القضية . فالقضية هى ان يوم امس كان مفصليا وقاسيا تمايزت فيه الصفوف وخرست فيه السن العملاء والمأجورين وارزقية السفارات .
يوم امس كان يوما فارقا بين باطل جثم على صدر الوطن فى غفلة من الزمن وبين حق آت وصبح قد ابلج .
فبالامس والامس فقط وصلت الرسالة وادرك العالم حجم (الورطة) التى دخلت فيها الامم المتحدة بالسودانوبالأمس فقط ادركوا ان السودان الذي ثلث سكانه من حملة الشهادات فوق الجامعية لن يكون صيدا سهلا كما فعلوا باليمن وسوريا وليبيا وبالامس فقط ادركوا ان المرأة بالسودان تتقن التصويب والنشين على جميع انواع الاسلحة كما تتقن رسم الحناء على راحتيها وبالامس فقط سمعوا صوت الشباب الوطني وادرك العالم ان صمت السواد الاعظم من اهل السودان لم يكن خورا ولا جبنا بل كان لحكمة وصبر قدرها شيوخ هذا الوطن صوناً لسلامته وحفظا لوحدته . وطن ربي بنيه اما ان يعيش بكرامة او يموت بشهادة فهذا والله لن يُهزم ابداً