Bukra News
No Result
View All Result
Bukra News
No Result
View All Result

من يطلق الرصاص

2022/01/26
من يطلق الرصاص

من يطلق الرصاص ، واعتقد ان هذا التساؤل يدل (إن صحت النوايا) على حيرة ما، وفك طلاسم هذا السؤال،  بينها خرط القتاد ، إذ أن الاجابة عليه تمثل حرجا قانونيا عظيما لعدة جهات ، تؤثر في سير الاحداث في السودان منذ بداية ٢٠١٩ ، والاجابة عليه ربما تكشف عن جريمة مصاحبة للثورة البلشفية السودانية في نفس العام ، وربما تكشف عن ثغرات عظيمة في حراسة أمن الوطن ، وربما يكون حاميها حرامية ( من حيث يدري او لا يدري)، ولأن السيدة أمل تبيدي مثلها مثل بقية أقلام اليسار ، لا يمكن أن تخدم في مقالاتها (موضوع واحد)، ففي الوقت الذي جعلت عنوان مقالها ، من يطلق الرصاص ، لكن قلمها ولغ واندلق بسرعة الى التهجم على العساكر ، والحكم العسكري ودمغته بإنتهاب موارد الاوطان، مقابل إطراء زائد للديمقراطية والمدنية ،كطبع اليسار في دحرجة المواضيع لرمي عدة عصافير بحجر واحد.وهذا المقال يمكن قراءته على أنه مرسوم وفق الخطة اليسارية،  التي لا تستحي كاتبته أن تنتمي إليها، ولا يعدو في نظر الكثيرين، أن يكون من ضمن الهجمة الشعواء على العسكر ، هذه الهجمة التي جعلها اليسار ، اولى أولويات المرحلة ، بعد مرحلة كل كوز ندوسو دوس ، ومرحلة تمكين فولكر وأعوانه من العملاء في رقبة السودان وفق المخطط اليساري ، الفولكري،  وترك مقعد رئاسة الوزراء خاليا لهذا الفولكر ليفعل ما يشاء ، ليؤتى برئيس وزراء جديد ، او تعود حليمة نفسها،  لتطالب بتمديد المرحلة الانتقالية مرة ثانية لمزيد من التمكين اليساري .انتقلت الحرب ومعاناة السودان وشقائه الآن من مرحلة كل كوز ندوسو دوس لمرحلة حرب العسكر والقوات الأمنية لتنفيذ خارطة العبور اليسارى ، في الخطة (ج) وهي تفتيت العسكر والقوات الامنية للأهداف المعلنة المصاحبة للثورة البلسفية السودانية.المقال يتحدث ويتباكى على ( ديمقراطية ما )، وعلى ( مدنية ما)، دون أن تعرّف كاتبته السيدة أمل تبيدي ، ما هي الديمقراطية التي تتحدث عنها ، وما هي شروط وأجندة ومنافيستو العلمانية ، هل هما وفق التفسير العلماني ، ام هي ديمقراطية ومدنية ،لا ترمي احدهما لتعزيز العلمانية بشتى انواعها؟كنا نتوقع من صاحبة المقال وهي صاحبة الكعب المعلى في الدفاع عن العلمانية والفكر اليساري في عمومه أن تطرح لنا  ( تفاسير وطنية) مناسبة لمعنى الديمقراطية والمدنية التي تطالب من أجلهما بذهاب العسكر ، وبحربهما من اليسار بالليل والنهار والسودان يفتقد لشرعية دستورية وقانونية ، وقد اوصله اليسار الى حالة اللادولة واللا حول ولا قوة ، فإذا لم يك قصد اليسار مجتمعا من محاربة الجيش في هذه اللحظة ، هو رمي السودان في الهاوية، فماذا يكون؟.اليسار يفترض او يريد أن يفرض على السودان نوعية حكم ( ديمقراطية ، مدنية ، وعلمانية دولة) دون أن يتفق هو نفسه على تلك المصطلحات ، فأي نوع من الديمقراطية والمدنية والعلمانية يريد هذا اليسار ، وقلوبهم ومشاربهم شتى ، هل يريدها ديمقراطية على أثر ديمقراطية الغرب ؟ هل يريدها ماركسية على ميراث ماركس ولينين وانجلز ، هل يريدها قومية على مانفيستو احزاب البعث ام على اثر الناصرية ، ام يريدها دينية ، علمانية على نهج الحزب الجمهورية ، ام انها على مزاج بعض الحركات المسلحة؟

انا أقترح أن تغيّر السيدة أمل تبيدي عنوان عمودها من (ضد الإنكسار )، الى ( نحو الهاوية الإنكسار ) لأن أي قاريء يملك ذرة من وعي ،يدرك أن قلم السيدة أمل ومواضيعها دائما تصب في صالح وجهت نظر يسارية معينة ، انا اتهم تلك الوجهة بعدم النضج في الرؤية والغرض وسوء القصد الوطني ، ومحاربة السودان في اعز ما يملك ، الدين ، وقوته الأمنية، ولما لا وهذا اليسار مجتمعا او متفرقا ، لا يستند الآن الى أي مرجعية فكرية او سند ايديولوجي لو اعتبرنا أن الايدولوجيا سندا في الأساس، لخواء منابع الماركسية منذ انكسار شوكة الاتحاد السوفيتي على يد التحالف الأمريكي ، الافغاني ، وانتهاء فورة القومية منذ جمال عبدالناصر ، وانتهاء الفكر الجمهوري منذ إعدام محمود محمد طه ، ولم يبق من أجندة لهذا الفكر ، سوى محاربة الله وكل ما يمت له من علاقة.كنت اتمنى من القادة و الإعلاميين والصحفيين اليساريين ، والإسلاميين ، والشعب اللامنتمي ، أن يأتوا الى كلمة سواء وأن يجدوا لنا خارطة طريق للعبور بالوطن الى بر السلام ، بدءا بإيجاد مشتركات ،(وطنية)، تناسب ثقافة ودين واخلاق الشعب وتساهم في وضع دستور مناسب من تلك المشتركات لكي يعبر الوطن،  ولا يعبر اليسار او الإسلاميين وحدهم على حساب الوطن ، ويظل الصراع بينهما على أشده ، والخاسر الوحيد بينهما هو السودان .

ShareTweetShareSend

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

METRICS

© 2021 Bukra News