هددت الإدارة الأمريكية القيادة العسكرية في السودان بقطع المساعدات فورًا في حال عدم تراجعها عن إنقلابها ضد الحكومة المدنية، وطالبت أكثر من مرة على لسان عدة مسؤولين على توقيع عقوبات مالية وقطع جميع المساعدات المالية واللوجستية في حال عدم إمتثال عبد الفتاح البرهان لتعليماتهم.
في الأيام الأولى للإنقلاب المفاجئ، والذي نفذه الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان في 25 اكتوبر الماضي، كانت الولايات المتحدة متفاجأة من ما يحصل في السودان، ولم تكن تتوقع ان ينفذ الجيش انقلابه على الحكومة المدنية رغم كل التأييد الغربي لها، ولكن حصل الإنقلاب وانقطعت الإتصالات والانترنت في كافة محافظات البلاد لأيام طويلة، وكانت المعلومات التي تخرج من الخرطوم تمر على المكون العسكري ليتم اعتمادها والحصول على سماح بنشرها، وهكذا فقد البيت الأبيض جميع إتصالاته بكل عملائه بالمنطقة.
لتجنب أي حدث مشابه قامت أمريكا بإرسال سفيرها مرة أخرى للسودان، بعد انقطاع دام اكثر من 25 عامًا، وقدم “جون جودفري” أوراق اعتماده رسميًا السبت الماضي لرئيس المجلس السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان.
تريد امريكا أن تعيد السيطرة مرة أخرى على الخرطوم بعد إعتقادها بأن ولاء عملائها في السودان أصبح لجهات أخرى، وكذلك للحصول على المعلومات في الوقت المناسب والعمل على تفادي المواقف التي تعتبر معارضة لمصالح واشنطن في السودان.
ومع عودة العلاقات الديبلوماسية بشكل رسمي، يبقى السؤال الأن هل ستعود المساعدات الأمريكية للسودان مرة أخرى، أم ستكتفي أمريكا بالعلاقات الديبلوماسية وتبقى المساعدات كما كانت على شكل ديون بنكية مستحقة الدفع مع فوائدها الضخمة.
