نعم ايها الاخوات والاخوة، حتى الأطفال لم يعودوا يطيقون عبد الله حمدوك ورحلاته المكوكية الى بلاد الشركاء الغربيين، والوعود التي يطلقها تباعاً هنا وهناك، يعني تخيلوا الطفل الزول الصغير الذي عمره سنتين أو أقل، هذا الطفل المسكين عاش كل حياته في ظل حكم وهيمنة عبد الله حمدوك رئيس الوزراء، وطوال العامين ومنذ العام 2019 كانت حياة الطفل تسوء يوماً بعد يوم.
فالطوابير ازدادت والمعاناة ازدادت والطفل السوداني الصغير أصبح واعياً ويفهم ان مشوار الأب أو الأخ الكبير الى محطات الوقود او الى الأفران والمخابز من اجل الحصول على الخبز، لم تعد بمقابة الرحلة الترفيهية، فهو يرى دموع أمه وابيه كل يوم بسبب ضيق الحال المعيشي، وبالتالي من الطبيعي والمتوقع ان يغضب الطفل السوداني ويخرج في مسيرات عارمة رافعا شعار ارحل حمدوك.
ولقد شهدت الايام الاخيرة حركة تصحيحة قام بها عبد الفتاح البرهان على غرار الحركة التصحيحية بتاع الرئيس الراحل حافظ الأسد في سوريا، المهم انه على وقع هذه الحركة تمت ازاحة عبد الله حمدوك من السلطة، لكن ومع ذلك وبسبب الضغوطات الكبيرة من قبل الشركاء الغربيين والقوى الاستعمارية، خرجت التصريحات والاخبار حول امكانية عودة حمدوك الى منصب رئيس الوزراء.
وما ان سمع الأطفال هذه الأخبار حتى غضبوا غضباً شديداً، وخرجوا في تظاهرات رافعين شعارات ارحل حمدوك وحمدوك لا يحب الأطفال وان حمدوك خائن، وقد رفعوا اللافتات فرحين ومتأملين ان حمدوك لن يعود لمنصب رئيس الوزراء لانه عامان من حكمه ادت بالسودان الى ان يصبح متوضعاً على حافة الهاوية العميقة التي هي بمثابة ثقب أسود كبير قد يبتلع كل السودان في أي لحظة.
