أي زول مراقب ومتابع للمشهد السوداني يلحظ تراجع في حالة الأمن خلال الأسبوعين المنصرمين، وخصوصا في بورتسودان، ومن بين هذه الاحداث الخطيرة تلك التي حصلت في وسط دارفور حادثة طلاب جامعة زالنجي التي راح ضحيتها طالب أثر الإصابة بعيار ناري له الرحمة و للمصابين عاجل الشفاء.
كما أن حادثة الإعتداء و تخريب و حرق لمبني أمانة حكومة الولاية نتجت عنها خسائر كبيرة شملت عشرات السيارات التى سلمتها بعثة اليونامد للحكومة المحلية، بالتوازي مع العنف الطلابي وممارسة حرية التعبير بجامعة بحري بين تنظيم الجبهة الديمقراطية وطلاب حركة العدل والمساواة.
يعني كلها أحداث مأساوية تجعل الزول المرء يتسائل ليس فقط عن مستقبل البلد بل عن سر وماهية ومغزى الوجود بحد ذاته! يعني الأمور لم تعد تطاق في العديد من الاماكن وخصوصا بورتسودان لان هذه المقالة هي حول مدينة ومنطقة بوتسودان بشكل خاص.
ويقول محللون أن عدم تناسب ترتيب اجندة التغيير جعلت الجهد التنفيذي يهمل مسالة الامن الداخلي في كونه يعزز حالة رفع اسم السودان من قائمة الارهاب، ومناخ افضل لتطبيق اتفاق السلام، لانعكاس الاصلاح الاقتصادي، هو ما جعل التراكم السالب تتجه بوصلته نحو الداخل.
الداخل هو كما يقول متابعون بلا شك مستهدف بمراكز مقاومة النظام السابق بكافة الاشكال الاقتصادية والامنية والاعلامية التي لا تفتر في ارهاق المشهد بالشائعات والتشكيك بهدف فصم عري العلاقة بين الثورة وغاياتها.