في تقرير أعدته مجلة الإيكونوميست البريطانية بعد لقاءات مع “أقوى ثلاث شخصيات في السودان” على حد تعبيرها، خرجت بنتيجة مفادها أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، هو الرئيس الفعلي للسودان.
قالت المجلة إن في السودان قيادة متنوعة، وعلى رأس القيادة في الفترة الإنتقالية هناك جنرال من القوات النظامية وقائد عسكري وخبير اقتصادي لم يكن معروفا ويحمل أفكارا شيوعية.
وكشفت المجلة عن أدوار قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو وأشارت إلى أنه يقاتل من أجل أن يكون على رأس القيادة في السودان في المستقبل، وقالت أن هذا يعني فشل ذريع مرتقب للسودان على مستوى الديمقراطية .
وركزت المجلة على التوترات والخلافات العميقة بين الأطراف الثلاثة، والتي تختبئ خلف مظاهر الصداقة المصطنعة، واستشهدت بحمدوك عندما حذر من أزمة سياسية بسبب الانقسام بين القادة المدنيين والعسكريين وبسبب القوة العسكرية الكبيرة في صناعة القرار أيضا .
وعندما قارنت المجلة بين حمدوك والبرهان وحميدتي، قالت أن جميع القرارات المصيرية والمحورية يتم إتخاذها من قبل البرهان، كتطبيع العلاقات مع اسرائيل على سبيل المثال، وأعاد العلاقات المصرية السودانية الى مرحلة جديدة من الود والتعاون المشترك، واستشهدت بتصريح ياسر عرمان عندما قال: “البرهان جنرال ماهر استطاع أن يشتري الوقت لتعزيز موقف الجيش حيث أصبح الآن أقوى من أي وقت مضى .
في النهاية وبعد اتضاح الصورة نوعا ما، فهذه ليست المرة الأولى التي تدعم فيها صحيفة أو جهة غربية فكرة البرهان رئيسا للبلاد، وخصوصا أن التدخل الغربي في السودان قوي وقد يكون مؤثر أكثر من رغبة الشارع السوداني في إختيار رئيسه، هل سيقود الجيش زمام الأمور في السودان مرة أخرى، أم سيكون البرهان رئيسا ولكن بعيدا عن المؤسسة العسكرية، وما هو مصير حمدوك والقيادة المدنية بعد ذلك؟!
هذه الأسئلة تبقى مؤقتا بلا إجابات قطعية، ولكن يجب أن يتحد الشعب السوداني لإختيار من يريده، وأن لا يخضع لإملائات أي جهة أو طرف، فلن يحكم السودان شخص مؤتمن أكثر من الذي سيختاره الشعب نفسه .