كشف أحد الأطباء الذين تم فصلهم من الخدمة في مستشفى المستقبل الجديدة عن المعاملة الخاصة التي يحصل عليها المصابين بفايروس كورونا من المسؤولين وذويهم .
ورفض الطبيب الكشف عن هويته خوفا من الملاحقات، وأكد أنه يعمل في المستشفى منذ مدة، ولكنه رفض لاحقا الإستمرار في هذه البيئة، التي لا يستطيع العمل فيها على حد تعبيره، وهدد بكشف سرية المستشفى فتم فصله وتهديده .
وتقع مستشفى المستقبل على بعد عشرين كيلومترا عن مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، وتم تجهيز المستشفى بأحسن المعدات وأكثرها تطورا، لكي تكون ضمن المستشفيات الحكومية، والتي كان من المخطط أن تستقبل جميع المرضى بدون تمييز .
ولكن وبعد أن انتشر وباء الكورونا الجديد، تغيرت خطة الحكومة، وتم الإنتهاء من تجهيز المستشفى على أن تعمل بسرية تامة، وليتم إستقبال المسؤولين فقط .
وتحتوي المستشفى على معدات جديدة لعلاج مرضى الكبد والكلى وأصحاب الصعوبات في التنفس، وكذلك مرضى القلب، وتضم قسم خاص للأطفال والنساء الحوامل .
في الوقت الذي يعاني فيه السودان من شح الأدوية، وسوء المستشفيات الحكومية، ونقص في أجهزة التنفس الإصناعي، وسوء إدارة أزمة فايروس كورونا، ينعم المسؤولون في الحكومة وعائلاتهم بكل سبل العلاج المتطورة الممكنة .
قامت الثورة في السودان لتحقيق العدالة الإجتماعية، والحق في العلاج يعد أبسط صور العدالة، ولكن للأسف من يدير الفترة الإنتقالية بعد الثورة غير مأتمن على تنفيذ مطالب الثوار، ولا يختلف عن النظام السابق بشئ، فالفساد مازال قائم ومنتشر، وتم إستبدال الظالم بظالم أخر .